العرض في الرئيسةفضاء حر

رحلتي إلى المعتقل (4)

يمنات

خليل عبد الوهاب أحمد

ليل السجن نهار، ونهاره مثل ليله، والزمن متوقف كما هو المكان، تشعر انك في نقطة ساكنة في عالم متحرك، أو انك خارج الحياة، وتتساءل دوما كم تحتاج عقارب السّاعة من قوة لتتغلب على جاذبية الوقت الثقيل..

وفي السجن لا تتعدد الأمنيات، وليس لك إلا أمنية واحدة هي الحرية، فالحرية سماء والسماء وطن الجميع..

بعد أيام تنامى إلى مسامعي من بعض المعتقلين الجدد ان حملة التضامن معي كبيرة وكثيفة، كذلك كان يحدوني أملاً ان أخواني وأصدقائي خارج السجن لن يألون جهدا في السعي للإفراج عني ما أمكن.

وعندما أرى نفسي في مكاني الذي لا يعلم الا الله كم كُتب لي العيش فيه، أعود لواقعيتي.. وهنا لا بد من إجبار النفس على التعايش مع هكذا وضع والتأقلم معه فقد يطول..

لن يتأتى ذلك الا بالتعاون مع بعض رفاق المحنة التواقين لتحسين ظروف المعتقل.

بدانا بحملة نظافة المكان، واستجلاب أدواتها، وحث الآخرين وتوعيتهم بالحد الأدنى من آدابها.. ساعدني في تنفيذ ذلك ما كنت أحظى به من احترام لدى الكثيرين ممن حولي من السجناء..

تمر الأيام فتتوالى الأخبار من خارج السجن، مبشرة بالخير لتجلب لي القليل من الراحة.. تفاءلت كثيرا بعد جلسات التحقيق والاستجواب أن تتوافر القناعة الكافية بمظلوميتي في نفوس المسئولين عن الإعتقال.

كنت على يقين أن للحقيقة جبروت يحطم جدران الزيف، ونورٌ يبددُ ظلام الإفتراء، ويقذف الله بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق..

وفي ليلة مباركة من ليالي تعز الجميلة، تأتي بشرى الخروج لأجد أول من وجدت ابي وأميَ القمَرين النيّريْن ينتظراني خارج السجن، وربك الرحمن المستعان على ما يصفون، والشكر لرب العالمين.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى